من ريادة الأعمال إلى رياضة الركبي.. نجاحات مذهلة تحققها النساء في جــ ـــا مــ ــو وكشـــ ـــمير بالــهــند
  • 2022-06-11

على مدار السنوات القليلة الماضية, حققت النساء في جامو وكشمير بالهند نجاحات باهرة في شتى المجالات. هذا وتوسعت ميادين عمل المرأة وبدأ يحدث اختراق في الصورة النمطية وفي بعض الأعراف التقليدية فيما يتعلق بوضعهن في مكان العمل. 

ريادة الأعمال والطب والرياضة والهندسة ورئاسة الشركات وغيرها الكثير  حقولٌ ازداد حضور النساء فيها بشكل كبير في جامو وكشمير بعد أن كان ممنوعاً أو شبه مستحيلٍ حدوث ذلك. 

هذا التحول هو نتيجة تراكمية لخطط الحكومة الهندية التي وضعت تمكين المرأة ومكافحة التمييز ضدها وتحقيق المساواة في صلب سياساتها. إضافة لزيادة وعي وقوة عزيمة النساء في جامو وكشمير لتحصيل حقوقهن وتحقيق أحلامهن, لتظهر فتيات صنعن نماذج نجاح ملهمة فتحت الطريق أمام باقي النساء كي يؤمن ويثقن بذاتهن.

إحدى تلك السيدات الملهمات هي فايزة قيوم من سريناغار في كشمير, والتي بعد أن أنهت دراسة الإدارة في إنجلترا, كانت تحلم بالعودة لبلدها وبدأ مشروعها الخاص في تصميم الأزياء. إلا أنها بعد رجوعها اضطرت إلى مساعدة أبيها في تصنيع الأنابيب والبلوكات الأسمنتية.

لكن ما بدا أنه انعطاف في حياتها لم يجعلها تستسلم وتتخلى عن حلمها, ففايزة تعمل اليوم مديرة عامة لشركة والدها, المنصب الذي تعتقد أنه ليس مورثاً بل اكتسبته بعد أن جاهدت من أجله على مر السنين.

وعن التحديات التي واجهتها, تقول فايزة "إن العمل في مجتمع يهيمن عليه الذكور لم يكن سهلاً بالنسبة لي أبدًا. الموظفون هنا كانوا يرفضون العمل تحت قيادة أنثى". 

وتضيف "لقد فوجئت بالطريقة التي بدأ بها الأشخاص المحيطون بعملي الخاص برفضي، لمجرد أني أنثى" لكنها أردفت "هذا لم يمنعني من القيام بعملي، بل كان الدافع بداخلي. ومع الوقت بدأت فهم كيف تتم الأمور وسدّ فجوات الاتصال بيني وبين فريق العمل الخاص بي ".

بعد 6 سنوات على بدئها العمل, ترأس فايزة اليوم مؤسستين تجاريتين, وتحت إشرافها حوالي 200 موظف, كما تخطط لتوسيع أعمال والدها.

وفي حديثها عن تمكين المرأة، تقول فائزة، إن النساء يتجهن إلى ريادة الأعمال ويمكنهن خلق فرص عمل للآخرين في كل المجالات.

وأضافت "في العصر الحالي يجب أن تكون المرأة مستقلة، وألا تعتمد دائمًا على الآخرين. على المرء أن يبدأ، وسيرى النتائج فكل ما تحتاجه هو الالتزام والتفاني و الإيمان بالنفس"


 وعلى نهج فائزة ، منازة طوسيف التي كانت تحلم أيضًا بتأسيس شركة، لكنها واجهت تحديات جمة بعد تركها وظيفتها الحكومة ومن ثم زواجها في نفس العام. 

إلا أنها بدأت منذ أكثر من عامين أعمالها التجارية لمنتجات العناية بالبشرة والشعر.

تقول منازة إن ترك الوظيفة الحكومية لم يكن أمرًا سهلاً أبدًا، لكن عائلتها وخاصة زوجها كان مصدر قوتها طوال الوقت، مما شجعها على ملاحقة حلمها وبدء عملها التجاري في منتجات العناية بالبشرة والشعر.

منازة لم تصبح معتمدة على نفسها فقط, بل هي توفر فرص عمل للآخرين, كما أصبح لديها زبائن محليين وتصلها مؤخراً طلبات خارجية من دبي وبنغلادش.


المرأة الكشميرية على رأس عالم الرياضة 


لم تتفوق السيدات في جامو وكشمير على المستوى الوطني فحسب، بل جلبن الأمجاد إلى البلاد على الساحات الدولية أيضاً.

أصبحت إنشا هيلز أول لاعبة كرة سلة دولية على كرسي متحرك في جامو وكشمير. 

إنشا ذات الـ عاماً 27 عاماً وقائدة  فريق جامو وكشمير لكرة السلة للسيدات على الكراسي المتحركة تسعى الآن للحصول على الماجستير في العمل الاجتماعي من جامعة دلهي.

ورغم تعرضها لحادث أفقدها أطرافها وأجلسها على كرسي متحرك, لكنها لم تستسلم , لتجد في الرياضة متنفساً وأملاً وتصبح مصدر إلهام ومثالاً على التحمل والسعي.

منذ عام 2017 وهي نشطة بكثافة في كرة السلة وفي الأنشطة الاجتماعية, فقد شاركت في البطولة الوطنية في موهالي بنجاب ومثلت جامو وكشمير كقائدة للمنتخب النسائي ليصل الفريق لأول مرة إلى ربع النهائي, كما تم إعلان إنشا أفضل لاعب في عام 2019.

انتهزت كل فرصة جاءت في طريقها وأصبحت مثالاً للأشخاص ذوي القدرات الخاصة, لتلقي كلمة تحفيزية في منصة Ted Talk

إنشا كتبت مؤخرًا فصلاً بعنوان "أن نرتفع أعلى من الإعاقات" في كتاب "101 استراتيجية غير تقليدية" وهو الكتاب الأكثر مبيعًا على موقع أمازون.


ناديا نيغات.. أول مدربة كرة قدم نسائية 

في جامو وكشمير حيث كرة القدم للسيدات لا تحظى بتقدير كبير، هناك لاعبة تكتب فصولاً جديدة كل يوم يمر.

 وقعت ناديا، وهي أول مدربة محترفة للسيدات كشمير ، الشهر الماضي مع نادي دون بوسكو لكرة القدم للعب في دوري ولاية كيرالا لكرة القدم للسيدات.

بداية ناديا لم تكن سهلة على الإطلاق, لكن عملها الجاد وتصميمها جعل عائلتها تدعم طموحها.

في سن الثانية عشرة كسرت ناديا الصورة النمطية, وبدأت لعب كرة القدم في الفتيان فلم تكن توجد فتاة غيرها. ما جعلها تتعرض للسخرية ويطلب منها الامتناع عن اللعب.

لكن ذلك لم يمنعها عن ملاحقة أحلامها, لتحصل على شهادات دولية في التدريب وتصبح أول مدربة كرة قدم نسائية في مجتمع يتحفظ على ممارسة المرأة للرياضة.

طموح ناديا لم يتوقف عند هذا الحد لتفتتح وتدير أكاديمية كرة قدم خاصة بها لتدريب الفتيات.


من كشيمير.. بطلة جديدة في الكاراتيه 


جلبت البطلة الكشميرية ميهرين بانداي المجد لبلادها بحصولها على الميدالية الذهبية في بطولة الكاراتيه الدولية الخامسة لعام 2022 التي أقيمت في فيساكاباتنام ، أندرا بريدش.

حصلت مهرين البالغة من العمر 18 عامًا على هذه الميدالية الذهبية بفوزها على خصمها من بوتان في البطولة التي شارك فيها أكثر من 200 لاعب من دول مختلفة.

ماهرين الثالثة من بين أربعة أشقاء تنحدر من مناطق كوبوارا في شمال كشمير بمنطقة هاندوارا وتتابع حاليًا تعليمها المتوسط .

تقول: "بدأت لعب الكاراتيه في سن 13 وكان مدربي ووالديّ أكبر داعمين لي لمواصلة التدرب وتحقيق الإنجاز" 



ساديا طارق تظفير بالذهب في الكونغ قو


في إنجاز كبير، فازت لاعبة الكونغ فو الكشميرية ساديا طارق بالميدالية الذهبية في بطولة الناشئين التي أقيمت في موسكو. 

بعد فوزها، تقدم الكثيرون بمن فيهم رئيس الوزراء ناريندرا مودي لتهنئتها. وأشاد رئيس الوزراء مودي بطارق، وقال إن إنجاز الرياضية الشابة سيلهم الكثيرين.

ساديا الحاصلة أيضاً على الميدالية الذهبية مرتين متتاليتين في بطولة الكونغ فو الوطنية للناشئين 

لم تجعل والديها فخورين فحسب، بل كذلك جميع الناس في جميع أنحاء البلاد وخاصة سكان جامو وكشمير.




أول مدربة للركبي في كشمير


كانت أول مدربة الرجبي في كشمير سليحة يوسف في السادسة عشرة من عمرها عندما قررت أن تفعل شيئًا غير عادي لكسر الصورة النمطية في الوادي، ذهبت للرجبي، وهي رياضة تتطلب التحمل البدني والعقلي.

على الرغم من كل الصعاب، فقد قبلت التحدي ولاحقت شغفها، الرجبي.

سليحة لم تكتفي بالرياضة بل تابعت تعليمها, فقد أكملت دراستها من معهد جرين فالي التعليمي، ثم حصلت على درجة البكالوريوس في التكنولوجيا من الجامعة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا (IUST) وواصلت دراستها في الماجستير في التكنولوجيا من جامعة جاميا حمدارد. 

جلبت سليحة الكثير من المجد لبلدها، من خلال إنجاز مراحل مختلفة من اللعبة وحصلت على العديد من الميداليات بما في ذلك الميدالية الذهبية في بطولة National Snow Rugby لعام 2017.

سليحة تعمل حاليًا كمدربة وقائدة لفريق الرجبي النسائي في جامو وكشمير. تحت قيادتها ، فاز الفريق بميدالية برونزية في ألعاب khelo india الشتوية، التي أقيمت في جولمارج 2020.


في جامو وكشمير، تشكل النساء 47٪ من إجمالي السكان. وإذا كان هذا الجزء الهام من السكان فعال ويساهم في التنمية ستنهض الولاية وتتقدم بسرعة بفضل ما تملكه من إمكانيات وقوى كامنة إضافة إلى الدعم والتخطيط المدروس من الحكومة وهو ما بدأ يؤتي ثماره مرخراً.

هذه الأيام تلمع النساء في كل مجال. يصبحن طبيبات ومحاميات ومعلمات وقادة سياسيين وإداريين ورواد أعمال ملهمات ورياضيات مميزات. تلعب المرأة دوراً مهماً في عملية بناء الأمة وعندما تحصل على التمكين، يتم ضمان الاستقرار في المجتمع.