كيف يوثر مقتل الظواهري على تفاهمات واشنطن وطالبان؟
  • 2022-08-09

بإعلان الولايات المتحدة الأميركية مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في شرفة منزله في كابول بأفغانستان, يمكن لواشنطن الآن التفرغ وتقييم علاقتها مع حركة طالبان.

وبعد مقتل الظواهري في كابول قالت طالبان "إنها لم تكن على علم بمقر إقامة زعيم القاعدة في قلب العاصمة، وعلى بحد نحو كيلومتر واحد من مقر وكالة الاستخبارات التابعة لطالبان".

ويقع المنزل الذي استهدفته المسيرة الأميركية في الحي الدبلوماسي ويبعد قليلاً عن القصر الرئاسي والسفارة البريطانية في العاصمة كابل، وعاش فيه اثنان من كبار مساعدي الرئيس الأفغاني المنصرف أشرف غني، وبعد هروب غني من البلاد، اختار زعيم تنظيم القاعدة هذا البيت مأوى له.

وتذكر مصادر أفغانية إن عائلة زعيم القاعدة أيمن الظواهري وصلت إلى العاصمة كابل بعد 3 أشهر من وصول طالبان للسلطة، واستقرت في أرقى منطقة في كابل، وإن مقتل زعيم القاعدة بهذه الطريقة يظهر تقارب العلاقة بين طالبان والقاعدة.

لسنوات عديدة, استخدمت واستفادت دول مثل باكستان من المنازل الآمنة في مدن أفغانستان الرئيسية. وفي بعض الحالات, استخدم كبار المسؤولين الأفغان في الحكومة السابقة نفوذهم لإيواء شخصيات غامضة وضيوف مجهولين.

جماعات متطرفة كثيرة مثل شبكة حقاني, وطالبان باكستان, والدولة والإسلامية استفادت من هذه الأوضاع للمكوث في أحياء أفغانستان الراقية. لكن قرار القاعدة بوضع زعيمه على بعد ميل من القصر الرئاسي يوضح قوة وعمق تحالفه مع طالبان.

وتبقى علاقة طالبان والقاعدة غامضة ومحط تساؤلات, فعلى عكس تنظيم الدولة الإسلامية، رحبت القاعدة وهنئت زعيم حركة طالبان الشيخ هبة الله آخوند زاده بالانتصار على أميركا وتوقيع الاتفاق معها.

لكن بعد الضربة الأميركية في العاصمة كابل، سارع كل من المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد باتهام الولايات المتحدة بخرق اتفاق الدوحة وأن واشنطن انتهكت السيادة الوطنية، في حين اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حركة طالبان بإيواء زعيم القاعدة وأن هذه الخطوة تعارض اتفاق الدوحة

وأخلت القوات الأميركية قواعدها ومراكزها في عموم أفغانستان نهاية أغسطس/آب العام الماضي، إلا أن الأجواء الأفغانية كانت تخضع لسيطرتها وتحلق طائرات مسيرة على مدار الساعة على الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان بحجة مكافحة الإرهاب

رغم ذلك, يبدو أن حركة طالبان لا تريد القيام بأي عمل استفزازي ضد الولايات المتحدة بعد استهداف زعيم القاعدة على أراضيها، لكن الحركة ستحاول أن تحفظ علاقاتها مع واشنطن والمجتمع الدولي ولذا اكتفت بالشجب والاستنكار.