لذلك لم يخرج الأسد!
  • 2022-09-18

- أمس انطلقت قمة شنغهاي في سمرقند عاصمة أوزباكستان، وحضرها أهم الدول النووية في العالم، روسيا والصين والهند. باكستان. اللافت أن سورية كانت حاضرة كملف رئيس من بين الملفات الاقتصادية والسياسية التي نوقشت بكواليس الاجتماعات وعلى هامش القمة بين قادة الدول الكبار، لكن في اجتماعات الضيوف كانت تركيا ترسل رسائل عبر الروسي وعبر القمة إلى دمشق، فالتسريبات التي خرجت من رويترز أمس تحدثت عن اجتماعات استخباراتية أمنية بين جهازي الأمن السوري والتركي لكن لم يعلن عنها حفاظا على سريتها وجدواها حسبما أعلنت الوكالة، ناهيك عن خروج  تصريحات من الرئيس التركي اردوغان تتحدث عن  رغبته" بلقاء الأسد لو جاء  إلى سمرقند" حسبما قال حرفيا. 


اللافت أن زخم التصريحات التركية الأخيرة نحو مقاربة مع دمشق، والتي ترافقت مع إعلان أنقرة شن غزو عسكري على الأراضي السورية بحجة المنطقة الآمنة بحجة "تأمين حدودها" ، تعاملت معها دمشق عبر مسارين، الأول تسويات ومقاربات في الرؤى وذلك عبر ضامني آستانا (روسيا وإيران) بدءا من الاجتماع الثلاثي في طهران، ومن بعده الاجتماع الثنائي بين بوتين وأردوغان في سوتشي، وثانيا من خلال إطلاق مسار تسوية  في مدينة خان شيخون، عبر افتتاح مركز للتسوية في المنطقة الأقرب للجغرافيا المختطفة ، تمهيدا لتفكيك ما أطلق عليه "فخ إدلب" عبر تسوية ستضمها الدولة السورية لنظرية" الأواني المستطرقة" التي عملت عليها منذ بدء الحرب على سورية، عبر الوصول إلى كل منطقة خارج سيطرتها ولو تم وضع مخفر متقدم، أو جندي واحد. 
خلاصة القول بأن التحركات السورية اتجاه أي مقاربة نحو المصالحة مع كل الدول الشريكة بالعدوان والتي كان آخرها رسائل غير مباشرة من #القطري والبيان الذي (أصدرته حماس مؤخرا عن إدانة للاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على سورية والتحدث عن انفتاح على دمشق وتطبيع العلاقات، إضافة لعدم إحراج الجزائر في قمتها عبر ما صرح به الوزير المقداد بأن الدولة السورية تهتم بنجاح القمة على حساب شغل مقعدها، فهذا كله يشير إلى مقاربات واثقة ومنتظمة  تقوم بها الدولة السورية، مقاربات قومية عروبية لاستعادة بعض الدول العربية المختطفة من الغرب، وهذا ما يشير إلى مبدأ الارتياح السوري بأن الحلول في المنطقة ستبدأ من دمشق وليس من أي قمة خارج دمشق، وهو ما يعكس البطئ السوري في الاستجابة لكل الدعوات. وعدم الالتفات للرسائل المبعثرة من هنا وهناك وتحديدا من شمال البلاد. 


وسام حبيب.