جرحى ومرضى في غزة لـ سانا: نموت ببطء
  • 2023-10-28

آلاف الجرحى والمرضى في مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا بلا علاج أو طعام أو مياه، ما يفاقم وضعهم الصحي بسبب عدم تمكنهم من الخروج من هذه المراكز، جراء كثافة قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي الذي أدى إلى دمار هائل وضحايا جلهم أطفال ونساء.

وتقول الجريحة منال عواودة لمراسل سانا: أصبت بجروح وكسور وحروق شديدة في القصف الهمجي الذي استهدف سوق مخيم البريج وسط القطاع قبل أيام.. وبسبب الازدحام الشديد وازدياد عدد الجرحى في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، طلب مني الأطباء مغادرة المستشفى، على الرغم من خطورة وضعي الصحي وحاجتي للعلاج، وأنا أقيم حالياً داخل مركز الإيواء في النصيرات.

وتضيف عواودة: هناك مشاهد مروعة ومخيفة داخل مستشفى شهداء الأقصى.. حروق شديدة لكل أنحاء الجسد، وأطفال بترت أطرافهم جراء العدوان.. ولا يوجد لهم مكان داخل المستشفى.

وفي مستشفى العودة وسط مخيم النصيرات الذي التف حوله الدخان المتصاعد من القصف الإسرائيلي قابلنا جرحى لديهم حروق شديدة وشظايا صواريخ تسببت بتشويه أجسادهم منهم الشاب محمد العايدي الذي لا يستطيع أن يرتدي الملابس كما يقول من شدة الحروق في يديه وظهره، إضافة إلى إصابته بكسور في قدمه إثر قصف الاحتلال منزله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

من جانبه يؤكد الطبيب محمد اسعيد في مستشفى العودة أن معظم الجرحى الذين يتوافدون على المستشفى مصابون بحروق عميقة يصعب التعامل معها، وخاصة في ظل انهيار المنظومة الصحية في جميع المستشفيات، جراء نفاد الوقود والأدوية، لافتاً إلى أن الجرحى يتألمون وتجرى لهم العمليات الجراحية دون تخدير.

ويصف الجريح عبد الجواد أبو ذان حالته بالقول: استشهد خمسة من أفراد أسرتي في قصف إسرائيلي غاشم على منزلنا.. وأنا حاليا في مركز إيواء.. لا يتوفر لدينا طعام ولا مياه.. أحاول تخفيف ألم جرحي بتناول بعض المسكنات والعلاجات التي لا يتوفر إلا القليل منها وبعضها نفد.. وضعنا الصحي في تدهور مستمر والرعاية الصحية منهارة بفعل تعمد الاحتلال قصف المستشفيات والمراكز الصحية.

وإضافة إلى آلاف الجرحى تحتضن مراكز الإيواء آلاف المرضى بينهم مصابون بأمراض مزمنة، مثل السرطان والفشل الكلوي والسكري لا يجدون الأدوية والرعاية الصحية اللازمة، بسبب خروج مشافي القطاع من الخدمة، نتيجة استهداف الاحتلال لها بشكل مباشر، ومنعه إدخال الأدوية والوقود.

وتشير المسنة هدى عودة المصابة بفشل كلوي ومقيمة في مركز إيواء إلى أن المرضى يموتون في مراكز الإيواء ببطء، وتقول: أحتاج غسيل الكلى مرتين في الأسبوع، ولم أستطع منذ بدء العدوان الإسرائيلي الانتظام في جلسات الغسيل، لعدم توفر مكان في المستشفيات لاستقبالنا، لأنها تعج بالجرحى، إضافة إلى توقف حركة المركبات لنفاد الوقود ولكثافة القصف الإسرائيلي الذي يستهدف البشر والحجر.